خديجة بنت خويلد .. الطاهرة أم المؤمنين
إعداد الباحث: أشرف السيد الشربيى معوض
مقدمة
فى البداية يجب أن أقول بأننى لست مؤلف لهذا البحث ولكننى قد قمت فقط بجمعه من مصادره المختلفة , فالتأليف هو قيام المؤلف بإعمال خياله من أجل الوصول إلى قصة أو رواية خيالية تخدم هدفه الذى ينشده . أما البحث والتجميع من المصادر الأصلية للتاريخ فهو أشبه بالتوثيق لفترة من الزمن .
ويجب هنا القول بأن البحث عن حياة السيدة خديجة فيه بعض من الصعوبات فى إعداده , أو بمعنى أدق فى تجميعه , ذلك لأن الموجود عنها منذ نشأتها وحتى عمل النبى صلى الله عليه وسلم فى تجارتها نادراً جداً وغير دقيق , فهى قد تزوجت من إثنين هما "عتيق بن عابد المخزومى" و "النباش بن زرارة التميمى" ولا يوجد الكثير عنهما , حتى أن وصف بعض الكتاب لهما بالشجاعة والكرم وما إلى ذلك من الصفات فإنه راجع إلى أن هذه الصفات كانت موجودة بالفعل عند العرب قبل الإسلام , كما تم نسبة هذه الصفات لهم أيضاً لأن السيدة خديجة قد أضربت عن الزواج بعدهما مما يدل على حسن معاملتهم لها , وبالتالى فإن وصف صفاتهم غير موجود فى كتب السيرة , إلا أن المؤلفين للسيرة النبوية ولسيرة السيدة خديجة قد وصفوههما بتلك الصفات نتيجة للأسباب السابقة وغيرها .
كما أن نشأة السيدة خديجة وتربيتها غير موجود شيئاً عنها , إلا أن صفاتها وهى كبيرة تعكس لنا كيف نشأت , وهنا يعمل خيال مؤلفى سيرة السيدة خديجة ..
حتى أن وفاة السيدة خديجة ليس هناك الكثير عنه . ولا عن أبنائها من النبى صلى الله عليه وسلم , حتى أن عددهم وترتيبهم يختلف من كتاب إلى آخر .
مجمل القول بأنه ليس هناك الكثير من المعلومات عن سيرة السيدة خديجة قبل خروج النبى صلى الله عليه وسلم فى تجارتها .
نشأة "خديجة" وزواجها :
هى "خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب" فهى تلتقى مع النبى فى جده الرابع "قصى بن كلاب"
وأمها : "فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤى بن غالب بن فهر" .
إمتاز "خويلد بن أسد" فى سادات قريش بالمجد والسيادة , الأمر والنهى , يؤخذ رأيه , ولا تقضى الأمور بدونه , وحوله أسرته الكبيرة تسانده .
وإمتاز "خويلد" بعطف كبير على المساكين , ورحمة بالفقراء , فكانت داره مثابة للناس , يجدون فيها الظل والرحمة والعافية , وفى هذه الدار المضيافة , الكريمة الواسعة الرحاب , نشأت الفتاة "خديجة" سمحة وكريمة النفس .
ووجدت فى عون المحرومين ومساعدة المحتاجين ما ينهض بشكر الله على نعمه , فما ردت سائلاً ولا خذلت قاصداً , بل كانت تبتسم لكل قادم ولا تضيق بمن يسألها .
إنصرفت "خديجة" إلى شئون البيت وتدبير أموره , فلم تشغل نفسها بالتفكير فى زوج .. واثقة بأن أباها سيختار لها خير الأزواج .
وتزوجت "خديجة" من "النباش بن زرارة التميمى" الشهم , الكريم , المقدام , الذى ملأ الأسماع بكرمه وشجاعته , وإستقامته . ولم يمر عام حتى أنجبت "خديجة" ولداً قاموا بتسميته "هالة" , ثم أقبل العام الثانى ليشهد ولداً ثانيا , أسماه أبوه "هند" .
ثم مات "أبى هالة" , وتزوجت "خديجة" رجلاً من بنى "مخزوم" , وهو "عتيق بن عابد المخزومى" وكان تاجراً إشتهر بتجارته الحلال , وعدم إقترابه من الحرام , كما إشتهر بأنه كان رجلاً شجاعاً وكريماً. ومرت الأيام والشهور و مات "عتيق" بعد أن أنجبت منه جارية تدعى "هند".
يقول إن الجوزى فى كتابه (المنتظم فى التاريخ) : وبعضهم يقدم عتيقًا على "أبى هالة"
خديجة تتفرغ للتجارة :
كانت "خديجة" توصف منذ بلوغها بـ "الطاهرة" لشدة عفافها , وبسيدة نساء قريش, لذا حاول الكثيرين خطبتها بعد وفاة زوجيها , إلا أنها بعد وفاة زوجيها قررت "خديجة" ألا تفكر مرة أخرى فى الزواج , وأن تتفرغ تفرغاً تاماً للتجارة ولتربية أبنائها , حتى أصبح بيتها من البيوت التجارية الكبيرة فى مكة .
وفى أحد الأيام رأت "خديجة" فى نومها بأن السماء صافية والشمس ساطعة والدنيا كلها جميلة ثم نظرت فإذ بالشمس تنزل من السماء وقد إزدادت آشعتها وكبر قرصها وإشتد نورها ضياء فتدخل دارها وتملأها بالنور وتغمرها بالضياء ثم تبعث النور إلى ما حولها ويمتد النور إلى ما بعد مكة حتى يغمر بقاع الأرض كلها .
فأستيظت "خديجة" من نومها وفتحت عينها فوجدت الدار كما هى لم تتغير , فأرتدت ملابسها ودعت بعض خدمها وأسرعت إلى إبن عمها "ورقة بن نوفل"
البشرى بالزواج :
كان "ورقة بن نوفل" من الذين يحرصون على القراءة فى الكتب المقدسة وكان يعرف ما هو موجوداً فى الإنجيل والتوراة , وعندما بدأت "خديجة" تقص عليه ما حدث ظهر السرور على وجه "ورقة بن نوفل" وصاح قائلاً: هنيئاً يا "خديجة" , ستتزوجين يا إبنة عمى .
فإندهشت "خديجة" وأخبرته بأنها تركت كل الرجال وعزمت على ألا تتزوج أبداً بعد وفاة زوجيها : فقال لها ورقة : ستتزوجين يا "خديجة" رجلاً ولا كل الرجال , ستتزوجين نبى ! ... سيبعث هذا النبى من بيت العرب كما جاء فى الكتب التى قرأتها وقد قرب زمانه وسيختار الله له زوجة صالحة , تكون معه وتعيينه وتجاهد معه ضد أعداءه , ألديك الإستعداد لذلك الجهاد يا "خديجة" ؟!
عادت "خديجة" إلى دارها فى حيرة من أمرها مما قاله لها إبن عمها "ورقة بن نوفل"
ومرت الأيام , وإنصرفت "خديجة" إلى عملها ولكن أصبحت تلك الرؤيا وذلك التأويل هو شاغلها الشاغل وإن لم تتحدث به إلى أحد .
أخذت "خديجة" تستعد لرحلة الصيف التى تسير بمتاجر اليمن إلى الشام ووفد عليها الرجال يعرضون عليها أن ترسلهم فى تجارتها .
بين "أبو طالب" و"محمد" :
وفى أحد الأيام قال "أبو طالب" لـ "محمد" إبن أخيه : "يا إبن أخى , أنا رجل فقير لا مال عندى. وقد قسا الزمن علينا . وساءت الحال . وليس لنا مادة ولا تجارة . وهذه إبل قومك قد حان موعد خروجها إلى الشام . وقد إعتادت "خديجة" أن تبعث رجالاً من قومك يتجرون فى مالها , وينتفعون بالتجارة لها. فلو ذهبت إليها لفضلتك على غيرك, لما بلغها عنك من طهارتك وأمانتك. وإن كنت اكره أن تذهب إلى الشام, لأنى أخاف عليك من اليهود, ولكننا لا نجد من ذلك بَداً."
فقال "محمد" : "لعلها تـُرسل إلى فى ذلك"
فقال أبو طالب : "إنى أخاف أن تولى غيرك , فتطلب أمراً بعد ضياع الفرصة"
وعندما إقترب موعد رحيل القافلة ذهب إليها "أبو طالب" يطلب من "خديجة" أن تجعل "محمد" بن أخيه يخرج فى تجارتها , وكان "محمد" فى ذلك الوقت قد بلغ الخامسة والعشرين من عمره ولم يتزوج لأنه ليس له ما يعينه على الزواج.
خافت "خديجة" لأنها لم تعرف عنه أنه كان يعمل فى التجارة , فطمأنها "أبو طالب" وأخبرها بأن "محمد" يعرف أمور التجارة لأنه صاحبه فيها حين كان فى الثانية عشر من عمره , فقبلت "خديجة" طلب "أبو طالب" ففرح "أبو طالب" ثم إستأذنها فى الإنصراف ليزف الخبر إلى "محمد" إبن أخيه . ففرح "محمد" بذلك .
وأرسلت إليه , وقالت له : "دعانى إلى أن أبعث إليك ما بلغنى من رغبتك فى السفر إلى الشام للتجارة . وإنى سأعطيك ضعف ما أعطى رجلاً من قومك"
فذكر ذلك لعمه فقال : "إن ذلك لرزق ساقه الله إليك"
محمد فى قافلة "خديجة" :
عندما جاء يوم الرحيل مع القافلة أعطت "خديجة" مالها إلى "محمد" وزودته بنصائحها وبعثت معه غلاماً إسمه "ميسرة" , وأمرت هذا الغلام أن يطيع محمداً وينفذ أوامره , وودعتهم كما ودعت باقى الراحلين , ثم وقفت تنظر للقافلة وهى تبعد عن الأنظار منطلقة إلى الشمال . وكانت القافلة تشق طريقها بين الجبال والرمال فى الطريق إلى الشام حيث مرت القافلة بوادى القرى ومدين وديار ثمود وغيرها من الأماكن التى مر بها "محمد" مع عمه "أبو طالب" وهو فى الثانية عشر من عمره , وكان "محمداً" مسروراً بتلك الرحلة التى خرج فيها لتجارة "خديجة" , وكان يقضى ليله وهو ينظر إلى السماء متأملاً فى صنع الله وقدرته , ويقضى نهاره متأملاً فى تلك الصحراء الفسيحة ورمالها الدقيقة , وجبالها الثابتة التى تحيط الطريق .
وسارت القافلة حتى وصلت إلى سوق بُصرَى وهى موضع بالشام تنسب إليها السيوف , فنزل الجميع ليستريحوا عند صومعة الراهب بحيرى , ما عدا "محمد" فإنه نزل ليستريح تحت ظل شجرة فى السوق قريباً من الصومعة لا تمتاز عن غيرها من الأشجار بشئ. وكان فيها راهب من رهبان الشام يسمى "لـَسطورَى" , فنظر إلى "ميسرة", وقد كان يعرفه من قبل, وقال له : "يا ميسرة, من هذا الذى تحت الشجرة ؟"
فأجاب "ميسرة" : "إنه رجل من قريش, من أهل الحرم ."
فصاح فيه الراهب قائلاً : أبـُعث هذا الرجل ؟
فرد "ميسرة" فى دهشة : وماذا تعنى بهذا البعث ؟
فقال بلهفة الواثق : إن لم يكن قد بـُعث فسوف يـُبعث برسالة الله للناس , فما جلس تحت هذه الشجرة إلا نبى .. إن هذا خاتم النبيين . ليتنى أدركه حين يؤمر بالخروج .
وما كادوا يصلون إلى سوق "بصرى" ودخلوا السوق مع القافلة حتى إجتمع عليهم المشترون وأعجبتهم سلع القافلة وكأن السوق ليس فيه غيرها أو مثيلها وقد أظهر "محمداً" مهارته فى البيع حتى فرغوا من البضاعة فى وقت قصير والتجار من حولهم ينظرون لهم فى عجب , وكان الله مع "محمد" فى الشراء كما كان معه فى البيع فلم يدخل السوق شارياً حتى دعاه البائعون وعملوا على تقليل أسعار سلعهم له , فلم يعرض عليهم قيمة ثمناً لبضاعتهم إلا قبلوها والناس فى حيرة يتسآلون عن هذا التاجر الذى سبق كل التجار .
إشترى "محمد" ما أراد من السلع. وكان بينه وبين رجل إختلاف فى سلعة, فقال الرجل لمحمد : "إحلف باللات والعزى"
فقال "محمد" : "ما حلفت بها قط"
فقال له الرجل : "القول قولك"
وخلا الرجل "بميسرة", وقال له : "هذا نبى, والذى نفسى بيده لهو النبى الذى تجده أحبارنا موصوفاً فى كتبهم"
ثم إنصرفت القافلة كلها. وكان "ميسرة" يعى كل مايشاهده من أحوال "محمد" , وما يراه من تكريم الله إياه , وعنايته به, ومزيد رعايته فى حله وترحاله , وبيعه وشرائه.
عودة القافلة :
وأثناء العودة كانت السماء تظل محمداً وهو فوق بعيره بسحابة تسير حيثما تسير القافلة فى الذهاب والإياب , وتمشى مع "محمد" أينما ذهب .
كانت "خديجة" تنتظر القافلة , ولما إقتربت القافلة , لاحظت السحابة التى تظل "محمد" بظلها , بينما تسير القافلة كلها تحت آشعة الشمس المحرقة , وكأن هذه السحابة تخص "محمد" فقط ولا تشرك معه أحد حتى "ميسره" , فكانت السحابة تميل إلى حيث يميل "محمد" ببعيره .
عندما لاحظت "خديجة" الربح الوفير الذى عادت به القافلة سألت "ميسرة" فى إندهاش عن هذا الربح حكى لها "ميسرة" عما حدث من تجارته وما دار بينه وبين الراهب من حديث .
خديجة وورقة بن نوفل :
ذهبت "خديجة" إلى إبن عمها "ورقة بن نوفل" وقصت عليه ما حدث فصاح فى دهشة : ليس هذا رجلاً مثل كل الرجال يا "خديجة".
فقالت فى لهفة : أيـُنتظر أن يكون هو النبى يا "ورقة" ؟
فأجابها "ورقة" باسماً : قد يكون يا "خديجة" . إن صفاته تنطبق على ما اعرف من كتب مقدسة ولكن من يدرى ما يصنع الله ومن يختصه بكرامته وفضله ويرفعه فوق الناس
فعادت "خديجة" إلى منزلها وهى عازمة على أن تتزوج هذا الفتى الشريف حتى لا يفوتها شرف النبوة التى تؤكد الدلائل أنها لـ "محمد".
عرض للزواج :
دعت "خديجة" إلى صديقة مخلصة لها وأمينة على سرها تدعى "نفيسة بنت مـُنية" وأخبرتها أنها تريد الزواج من "محمد" وإتفقا على أن تذهب "نفيسه" إلى "محمد" سراً وتعرض عليه الزواج من "خديجة" فإن رضى فقد أراد الله الخير , وإن لم يرضى فلن يعلم أحد ولن يخسروا شيئاً.
ذهبت "نفيسة" إلى "محمد" . فقال لها : خيراً يا "نفيسة" ! ماذا جاء بك الساعة ؟
قالت نفيسة : جئت أهنئك بسلامة العودة
ثم إستكملت حوارها له قائلة : ألا تحس بالوحشة يا "محمد"؟
فقال "محمد" فى رفق : وكيف أدفع هذه الوحشة يا "نفيسة" ؟ إنى فقير لا أستطيع إن أحقق ما تريدين وليست كل إمرأة تصلح زوجة يا "نفيسة" وليس الزواج لعبة بل هو مهمة لا تتحقق أغراضها إلا إذا توافرت وسائلها حتى يـُقدرنى الله على مهر الصالحة المستقيمة أفعل إن شاء الله.
فقالت "نفيسة" : وإذا كانت المرأة الصالحة مستقيمة وشريفة وكانت ذات ثراء كبير.
فقال "محمد" : يزيد المهر يا "نفيسة" وأنت تعرفين مهور الأغنياء وتعلمين إنها تثـُقل الأزواج وتـُعجز الكثيرين وأين لى بمثله ؟!
فقالت "نفيسة" : وإن يسرت لك المرأة الجميلة الغنية الشريفة الصالحة دون أن تتكلف ذلك المهر الكبير .
فقال "محمد" : ليت يا "نفيسة" . من تكون ؟
فقالت "نفيسة" : "خديجة" يا "محمد" ! "خديجة بنت خويلد"
فقال "محمد" : وما لى بذلك يا "نفيسة"
فقالت "نفيسة" : أنا يا "محمد" , إنك خير زوج لمثل "خديجة" , سأقنعها وأصرفها عما إعتزمته من رفض الرجال على تحويلها عن رأيها , ولا أظن أنها ترفض إذا أبلغتها رغبتك.
الزواج من "خديجة" :
أخبرت "خديجة" عمها "عمرو بن أسد" بأمر زواجها من "محمد" كما أخبر "محمد" عمه "أبو طالب" بأمر زواجه من "خديجة" .
وجاء "محمد" فى نفر من أعمامه , تقدمهم أبو طالب , فى وقت حدد بين أسرته وأسرتها .
فخطب أبو طالب فقال : "الحمد لله الذى جعلنا من ذرية إبراهيم , وزرع إسماعيل , وضـِضـِئ معد , وعنصر مضر , وجعلنا حضنة بيته , و سـُواس حرمه , وجعل لنا بيتاً محجوجاً , وحرماً آمناً , وجعلنا الحكام على الناس , ثم إن إبن أخى هذا "محمد إبن عبد الله" , من لا يوزن برجل إلا رجح به , شرفاً ونبلاً , وفضلاً وعقلاً , فإن كان فى المال قل , فإن المال ظل زائل , وأمر حائل , وعالية مسترجعة , و "محمد" ممن عرفتم قرابته , وقد خطب "خديجة بنت خويلد" , وبذل لها ما آجله وعاجله كذا وكذا , له فى "خديجة" رغبة , ولها فيه مثل ذلك , وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم , وخطر جليل جسيم."
فلما أتم الخطبة تكلم ورقة بن نوفل بن أسد فقال : "الحمد لله الذى جعلنا كما ذكرت , وفضلنا على ما عددت , فنحن سادة العرب وقادتها , وأنتم أهل ذلك كله . لا تـُنكر العشيرة فضلكم , ولا يرد أحد من الناس فخركم وشرفكم . وقد رغبنا فى الإتصال بحبلكم وشرفكم . فأشهدوا على – معاشر قريش – أنى قد زوجت "خديجة بنت خويلد" , من "محمد بن عبد الله"
فقال أبو طالب : "قد أحببت أن يشترك عمها معك"
فقال عمها عمرو بن أسد : "إشهدوا يا معاشر قريش أنى قد أنكحت "محمد بن عبد الله" . "خديجة بنت خويلد"
ولما تم الأمر ذهب "محمد" ليخرج , فقالت له السيد "خديجة" : إلى أين يا "محمد" ؟ إذهب وأنحر جملاً أو جملين , وأطعم الناس .
ففعل , وقد سر الله عينه بهذا الزواج .
وذكر المؤرخون أن السيدة "حليمة السعدية" التى تولت رضاعة "محمد" فى صغره قد حضرت حفل الزواج وفرحت به , فما كان من السيدة "خديجة" إلا أن كافأتها بأن أهدتها أربعين رأساً من الغنم, , لتلك السيدة التى أرضعت محمد فى طفولته.
وتم الزواج وكان عمر "محمد" عند ذاك خمسة وعشرون وكان عمرو "خديجة" أربعين.
القاسم وزينب :
مرت الأيام والمحبة تزداد بين "خديجة" و"محمد" ويشتد إرتباطهما ببعض , لم يكد يمر العام الثانى على زواجهما حتى أنجبت "خديجة" إبنها "القاسم" فملأ قلب "محمد" فرحاً بالولد الذكر الذى تحرص عليه العرب , وأصبحت "خديجة" تنادى "محمداً" "أبا القاسم" فيسعد بهذا اللقب الجديد , ولم يمر عام على مولد "القاسم" حتى كانت "زينب" فى مهدها تبتسم إلى أبويها , و"خديجة" مسرورة لأنها أنجبت لـ "محمد" الولد وأنجبت له البنت
ذات يوم لزم "القاسم" الفراش يشكوا مرضاً قد جاءه فأسرعت "خديجة" تمرضه وتستعين بمن يدرون فى علاج الأمراض ووصف الدواء , و"محمد" يـُعينها وينظر حزينا إلى هذا الصغير الذى إشتد به الداء ولا يفيد فيه الدواء وإستغاث الوالدين "محمد" و"خديجة" بما يؤكل وما يـُشرب ومهرة الأطباء , ولكن الله شاء أن يموت "القاسم" , وحزنت "خديجة" كثيراً ولكنها تذكرت زوجها فصبرت حتى يستطيع زوجها الصبر , فقالت له : قضاء الله يا "محمد" ولا راد لما قضى الله ثم قاما ولفا الصغير فى كفنه وحملاه وأودعاه قبره وعادا إلى البيت.
رقية وأم كلثوم وعبد الله :
كانت "خديجة" تتوسل من الله أن يرزقها بولد آخر من "محمد" يعوضها عن "القاسم" , وعندما إقتربت أيام وضعها توسلت إلى ربها أن يرزقها ولداً , ولكنها ولدت "رقية" , فتوسلت إلى الله أن يرزقها ولداً , ولكنه رزقها "أم كلثوم" ثم "فاطمة" , فكان ذلك شديد الأثر على قلبها , حتى أنجبت "عبد الله" ولكنه لم يدوم طويلاً حيث مات بعدها بزمن قصير .
آراء فى أولاده وبناته :
قال ابن هشام أكبرهم القاسم ثم الطيب ثم الطاهر وأكبر بناته رقية ثم زينب ثم أم كلثوم ثم فاطمة.
وقال يونس بن بكير: ولدت "خديجة" لمحمد غلامين وأربع نسوة القاسم وعبد الله وفاطمة وأم كلثوم وزينب ورقية
وقال الزبير بن بكار: "عبد الله" هو "الطيب" وهو "الطاهر" سمى بذلك لأنه ولد بعد النبوة فماتوا قبل البعثة.
التفكير فى إعادة بناء الكعبة سنة 605 م :
حدث بعد أن تم التفكير فى إعادة بناء الكعبة وإختلاف قريش على من يكون له شرف وضع الحجر الأسود فى موضعه وتحكيم "محمد" فى ذلك الأمر .. وما غير ذلك من الأمور التى لا مجال لها فى هذا البحث الذى يتحدث عن "خديجة" فقط .
من بشارات النبوة :
وجدت "خديجة" "محمداً" مهتماً بالتفكير والتدبر فى صنع الله وشغل وقتها بخلق الله , يواسى الضعفاء والمساكين ويفتح قلبه للسائل والمحروم , ويدافع عن المستضعفين الذين يستعبدهم الناس , وكلما إقترب "محمد" من الأربعين رأت "خديجة" على وجهه علامات النبوة تزداد يوماً بعد يوم وأصبح إذا إستيقظ أخبرها برؤياه فى نومه فلا يمض يوماً أو بعض يوم حتى تتحقق هذه الرؤيا كاملة كما رآها فى منامه وكأنها تعيد نفسها .
حتى أقبل شهر رمضان أعد زاده من الشعير والملح والزيت و التمر وما يكفيه من الماء ثم سار إلى جبل حراء على فرسخين من شمال مكة , ويصعد إلى غاراً فى تلك القمة العالية فيأوى إليه منقطعاً على الناس يحيا فيه زاهداً بعيداً عن الدنيا وضوضائها وعن الناس وعن كل ما يصرف المرء عن التفكير فى صنع الله .
نزول الوحى (؟ رمضان 13 ق. هـ - ؟ أغسطس 610 م) :
تقول بعض المصادر بأن نزول الوحى كان فى 17 رمضان 13 ق. هـ إلا أن هذا غير دقيق , وذلك لتعارضه مع قول الرسول صلى الله على وسلم : (تحروا ليلة القدر فى السبع الأواخر) , كما أن نزول الوحى كان يوم الإثنين حيث روى "أبى قتادة" قائلاً : (سـُئل رسول الله صلى الله على وسلم : عن صوم يوم الإثنين فقال الرسول صلى الله على وسلم : ذاك يوم ولدت ويوم بعثت أو أنزل على فيه). بالتالى يكون نزول الوحى فى أغلب الظن يوم الإثنين27 رمضان 13 ق.هـ .
كان النبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ الأربعين من عمره وكان يخلو في غار حراء بنفسه، ويتفكر في هذا الكون وخالقه، وكان تعبده في الغار يستغرق ليالي عديدة حتى إذا نفد الزاد عاد إلى بيته فتزود لليالٍ أخرى،, وكان يخلو بغار حراء، فيتعبد فيه قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى "خديجة" فيتزود لمثلها، وفي نهار أحد أيام الاثنين من شهر رمضان جاءه الملاك "جبريل" فجأة لأول مرة فى غار حراء فقال: اقرأ.
فقال "محمد": «ما أنا بقارئ»
فأحس بـ "جبريل" يمسكه وكأنه يخنقه ، ثم تركه وقال: اقرأ.
فقال "محمد": «ما أنا بقارئ»
فأمسكه "جبريل" مرة أخرى حتى أحس بالإختناق، ثم تركه فقال: اقرأ
فخاف "محمد" أن يخنقه للمرة الثالثة فقال : «ماذا أقرأ ؟»
فقال "جبريل" : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ , خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ , اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ , الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ) [العلق: 1: 4]
فقرأها "محمد" فأنصرف عنه الملاك وقد نـُقـِشت تلك الآيات فى قلبه , وقد كان خائفاً حتى إستعاد قواه فأسرع نازلاً الجبل متجهاً إلى بيته.
وأثناء إسراع "محمد" إلى بيته حائراً ويفكر فيما إذا كان ما رآه ذلك حلماً فقط أم حقيقة إذ به يسمع صوتاً يناديه ويقول له : أنا "جبريل" يا "محمد" وأنت نبى الله ورسوله.
فخاف ونظر إلى السماء فإذا بالذى ينادى عليه هو الملك فى صورة رجل فزاد فزع "محمد" وخوفه وجعل يصرف وجهه عما يرى , فرجع يرجُف فؤاده، فدخل على "خديجة بنت خويلد" فقال: زملونى! زملونى
فأسرعت إليه "خديجة" وعاونته حتى أبلغته فراشه وغطته كما أمر ووقفت بجانبه صامته لا تغادر سريره حتى ذهب عنه الفزع وفتح عينيه فعاونته على النهوض وكشفت عنه الغطاء وبدلت له ملابسه التى بللها العرق الكثير وجلست بجانبه وسألته عما حدث, فحكى لها "محمد" كل ما حدث بالتفصيل حتى قال لها الآيات التى نزلت عليه : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ , خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ , اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ , الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ )
فقالت "خديجة" : ما أحلى هذا الكلام يا أبا "القاسم" ! إن له لحلاوة , وإن عليه لطلاوة , ليس هذا قول البشر يا أبا "القاسم" .
ثم قال "محمد" : لقد خشيت على نفسى
فقالت "خديجة" : والله لا يخزيك الله أبداً , إنك لتصل الرحم , وتصدق الحديث , وتحمل الكـَلّ , وتقرى الضيف , وتتعين على نوائب الخير.
فانطلقت به خديجة، حتى أتت به "ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى", ابن عم "خديجة"، وكان امرأً تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبرانى، فيكتب الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي.
فقالت له خديجة: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك.
فقال له ورقة: يا ابن أخى ماذا ترى؟
فأخبره "محمد" خبر ما رأى.
فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها جَذَعًا ، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك.
فقال محمد: أَوَمُخْرِجِيّ هم؟
قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودى، وإن يدركنى يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا.
ثبوت أن الوحى جاء من عند الله :
قالت "خديجة" لـ "محمد" ذات يوم : أتستطيع أن تخبرنى بصاحبك هذا الذى يأتيك إذا جاءك ؟
قال : نعم
قالت : فإذا جاءك فأخبرنى به
فجاءه جبريل كما يأتى له دائماً فقال "محمد" : يا "خديجة" هذا جبريل قد جاءنى
قالت : قم فأجلس على فخذى اليسرى.
فجلس , فقالت له : هل تراه؟
قال : نعم
فقالت : فتحول فأجلس على فخذى اليمنى.
فجلس , فقالت له : هل تراه؟
فقال : نعم
فقالت : فتحول فأجلس على حجرى.
فجلس , فقالت له : هل تراه؟
فقال : نعم
فألقت خمارها و رسول الله جالس على حجرها ثم قالت : هل تراه ؟
فقال : لا
فقالت "خديجة" : يا إبن العم اثبت و أبشر , فوالله إنه لملك وما هذا بشيطان لأنه لو كان شيطاناً لظهر لك وهو يشاهد جسد إمرأة
إنقطاع الوحى :
بدأ رسول الله فى دعوته إلى قومه سراً للإيمان بالله ولكنهم عزموا على عدم ترك عبادة الأصنام التى عبدها آبائهم وتوالت نزول الآيات والسور على النبى , ولكن الناس فى ضلال فلا يؤمن منهم إلا الجمع القليل, وكانت "خديجة" أول من آمن به من كل البشر .
وإنقطع الوحى عن "محمد" فأشتكى "محمد" ولم يقم للتجهد ليلتين أو ثلاثاً فجاءته إمرأة هى أخت "أبى سفيان" فقالت للنبى فى سخرية : ما أرى شيطانك إلا قد تركك
فحزن "محمد" وإنتظر نزول الوحى ولكنه لم ينزل عليه , فكانت "خديجة" تشجعه وتقول له : لا أرى ربك إلا قد قلاك فلا تحزن يا رسول الله فما شدة إلا وتزول وما ضير إلا وبعده الفرج ولله فيما يصنع إرادة.
بينما كانت "خديجة" تلقى على "محمد" عبارات التشجيع حتى إنتفض وبدأ العرق ينزل من جبينه حتى هدأ "محمد" وإبتسم وتلى عليها ما نزل به الوحى فى هذه اللحظة : (وَالضُّحَى , وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى , مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى , وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى , وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى , أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى , وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى , وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى , فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ , وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ , وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) [الضحى 1- 11]
وهكذا نزل الوحى مرة أخرى بعد إنقطاعه أربعين يوماً , فغمر قلب "محمد" بالفرح والرضا بدأوا التفكير فى تلك الآيات وقال "محمد" لـ "خديجة" : حفظك الله جميلك يا "خديجة" , منه الفضل وإليه , ولكنه سخرك لى , فأغنانى بما لك ونفسك وروحك , وذكرنى الساعة بذلك الفضل , أما سمعت يا "خديجة" ؟!
فقالت "خديجة" والدمع ينزل من عينيها : لله ولرسوله نفسى ومالى وجهدى , فأنهض يا رسول الله بما أمرك الله .
المسلمون الأوائل :
كان "على بن أبى طالب" فى بيت النبى حيث كان محمداً يرعاه فلما دعاه النبى للإسلام رد عليه على بأنه سوف ينتظر حتى يخبر أباه أبا طالب.
فقضى "على" ليله يفكر فلما جاء الصباح قال للنبى : لقد خلقنى الله من غير أن يستشير أبا طالب , فما حاجتى أنا إلى مشاورته لأعبد الله ؟!
فأسلم "على بن أبى طالب" ومن بعده أسلم "زيد بن حارثه" الذى كان قد تبناه النبى بعد زواجه من "خديجة" .
ثم أسلم "أبو بكر بن أبى قحافة التميمى" الذى كان صديقاً حميماً لمحمد , والذى عـُرف بعد ذلك بـ "أبو بكر الصديق" بعد حادثة الإسراء والمعراج.
وبدأ "أبو بكر" يدعوا إلى الإسلام إلى من يثق به من قومه فأسلم على يد "أبو بكر" بعض الرجال منهم : "عثمان بن عفان" و "عبد الله بن عوف" و "طلحة بن عبيد الله" و "سعد بن أبى وقاص" و "الزبير بن العوام" و "أبو عبيدة بن الجراح" وكثيرين غيرهم من أهل مكة , حيث ذهب كلاً منهم إلى النبى وأعلن إسلامه , وبدءوا فى نشر الدعوة سراً حتى جاء أمر الله بالجهر بالدعوة .
بين النبى و"أبو لهب" :
ذهب النبى ليدعوا أهل مكة جميعاً فصعد إلى جبل الصفا يوماً ونادى : يا معشر قريش
قالت قريش : "محمد" على الصفا يهتف
فأقبلوا عليه يسألونه ما له ؟ . فقال : أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بسفح هذا الجبل أكنتم تصدقون؟
قالوا : نعم ! أنت عندنا غير مـُتهم وما جربنا عليك كذباً قط.
قال : فإنى نذير بين يدى عذاب شديد , يا بنى "عبد المطلب" , يا بنى "زهرة" , يا بنى "تيم" , يا بنى "مخزوم" , يا بنى "أسد" , إن الله أمرنى أن أنذر عشيرتى الأقربين, وإنى لا أملك لكم من الدنيا منفعة ولا فى الآخرة نصيباً إلا أن تقولوا : لا إله إلا الله
فنهض "عبد العزى" وكان بديناً سريع الغضب فصاح : تباً لك سائر هذا اليوم ! ألهذا جمعتنا ! وأقلقت راحتنا !
فنظر إليه النبى ونزل عليه الوحى فى ذلك الوقت بقوله تعالى : (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ , مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ , سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ , وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ , فِى جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ [المسد 1 - 5]
فضحكت الناس وهى تتخيل هذا اللقب الجديد لـ "عبد العزى" وما لبث أن إنتشرت هذه السورة فى مكة كلها ورددتها الناس جميعاً .
طلاق بنات النبى :
إنطلق "عبد العزى" إلى بيته مسرعاً فى غضب , بعد أن وصلت سخرية الناس إليه وإلى زوجته فأقسمت "أم جميل" زوجة "عبد العزى" أن تنتقم من "محمد" و "خديجة" , فأسرعت إلى زوجها غاضبة من سخرية النساء لها وقالت : ماذا بقى بعد اليوم ؟! إما أنا فى الدار وإما طلاق إبنتى "خديجة"
فأسرع زوجها إلى إبنيه وكانا متزوجان من إبنتى "محمد" وهم "رقية" و "أم كلثوم" وقال لهما : أسمعتا ما قاله "محمد" فى وفى أمكما ؟! إما أنا وإما إبنتا خديجة !
فأخذا يفكران قليلاً فأزداد غضبه وصاح : إن لم تطلقاهما فلست أباكـُما وسأقطع حبل صلتى بكما حتى أموت ساخطاً عليكما !
ولم يجداً أمامهما إلا أن يطيعا والدهما فطلقا الفتاتين
وعندما سمعت خديجة الخبر رفعت أيديها للسماء تشكر الله الذى فرق بين إبنيهما وبين "أبى لهب" وكذلك شكر النبى ربه على إنقاذ بناته من شر "أبى لهب" وإمرأته.
أعداء النبى :
بدأ الشعراء فى سب النبى فى أشعارهم , والسخرية منه حتى يصرفون الناس عنه .
كما بدأ قصاصون قريش فى عقد المجالس التى يحدثون فيها الناس عن أخبار الأولين وقصص السابقين حتى يصرفوا أذهان الناس عن الإستماع للقرآن .
كما بدأ التجار يضيقون على أتباع النبى فى البيع والشراء .
أما "أبو لهب" فقد أخذ النصيب الأكبر فى إيذاء الرسول حيث إتفق مع جاره على ألا يجعلا "محمد" ولا زوجته "خديجة" يرتاحا فى بيتهما.
كما أخذت "أم جميل" زوجة "أبو لهب" فى إلقاء الأوساخ والأقذار أمام مدخل بيت "محمد" و "خديجة".
وفاة "خديجة" سنة 620 م :
توفيت "خديجة" زوجة رسول الله بعد أبي طالب بثلاثة أيام وقيل بأكثر من ذلك . فى شهر رمضان قبل الهجرة بثلاث سنين ولها خمس وستون سنة وكان مقامها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما تزوجها أربعا وعشرين سنة وستة أشهر ودفنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجون ولم تكن الصلاة على الجنائز يومئذ . وحزن عليها النبي ونزل في حفرتها.
سمي العام الذي مات فيه "أبو طالب" و "خديجة" "عام الحزن" .
المراجع
كتاب حياة محمد صلى الله عليه وسلم محمد حسين هيكل مكتبة الأسرة 2000 – الهيئة العامة المصرية للكتاب
كتاب عظمة الرسول محمد عطية الأبراشى مكتبة الأسرة 2002– الهيئة العامة المصرية للكتاب
كتاب نساء تحدث عنهم القرآن محمد سيد طنطاوى (شيخ الأزهر) سلسلة البحوث الإسلامية - الأزهر الشريف
كتاب السيرة النبوية .. عرض وقائع وتحليل أحداث على محمد محمد الصلابى كتاب إلكترونى
كتاب البداية والنهاية إبن كثير كتاب إلكترونى
كتاب السيرة النبوية إبن هشام كتاب إلكترونى
كتاب المنتظم فى التاريخ إبن الجوزى كتاب إلكترونى
كتاب محمد رسول الله محمد رضا كتاب إلكترونى
مواقع:
موقع قصة الإسلام www.islamstory.com
موقع الشبكة الإسلامية www.islamweb.net
موقع طريق الإسلام www.islamway.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.