الأحد، 21 مارس 2021

07 البيت الأبيض.. بعد كل هذا

7

البيت الأبيض.. بعد كل هذا

أدرك كيسنجر أن مركز الثقل انتقل نهائيًا إلى مصر

الأهرام الجمعة 24 أكتوبر 1975م - 20 شوال 1395هـ


لم يكن من مبادئ وأهداف ثورة 23 يوليو منذ بدأت أن تحدد لمصر موقفًا منحازًا لأى تكتل دولى، لا الغرب ولا الشرق، ولكن كان المبدأ الأساسى والهدف المستمر هو الاحتفاظ لمصر بشخصيتها المستقلة المتحررة من أي احتكار سياسى دولى يضعها في موضع الخضوع أو الاستسلام للغرب أو للشرق، ولهذا كانت مصر والسياسة المصرية الدولية هي أحد العمد الرئيسية التي أقامت للعالم كتلة عدم الانحياز، والتي نادت بالحياد بين الكتلتين مع التصميم على أن يكون حيادًا إيجابيًا وليس حيادًا سلبيًا بمعنى الانعزال عن مصر العالم المرتبط بمصيرنا.

وشخصية مصر المستقلة تعنى أن تتحمل مصر مسئولية نفسها في صيانة حريتها واسترداد حقوقها، وتحقيق مصالحها..

وفى سبيل تحقيق هذه المصالح القائمة على الحق كان يتحدد موقف مصر من كل من الدولتين العظميين أي الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة، أي أن الموقف الذى تتخذه مصر كان غالبًا يعبر عن رد فعل للموقف الذى اتخذته هذه الدولة العظمى أو تلك من استجابتها للحقوق والمصالح التي تطالب بها مصر..

ولأن أي تطور في السياسة المصرية كان دائمًا يمس الموقف الأمريكي الذى كان قائمًا على فرض استمرار الأوضاع القديمة التي كانت قائمة بين مصر والعالم الغربى، فإن هذا التطور كان يسبب دائمًا التباعد بين مصر والولايات المتحدة، وفى الوقت نفسه ينتهى إلى مزيد من التقارب واتساع التعامل مع الاتحاد السوفيتى إلى أن انتهى إلى ما يقال من أن مصر كانت الباب الذى استطاع الاتحاد السوفيتى أن يحقق من خلاله تواجده في الشرق الأوسط..

ورغم هذا فقد كانت مصر حريصة دائمًا على أن تبقى خيطًا ولو رفيعًا يربط بينها وبين الولايات المتحدة، وكان جمال عبد الناصر حريصًا على أن يقيم علاقة شخصية بينه وبين الرئيس الأمريكي كيندى(1)، وكانا يتبادلان الرسائل الخاصة، وهى علاقة حققت اتفاقية معونة بين مصر وأمريكا بلغت قيمتها 300 مليون دولار رغم أن كثيرًا من الأزمات كانت قائمة أيامها بين الدولتين ومن بينها الأزمة التي ترتبت على اشتراك مصر في ثورة اليمن، حتى قيل أيامها من أعداء كيندى أن أمريكا دفعت لمصر تكاليف حرب اليمن، ويقصدون المعونة التي وافق كيندى على أن يمد بها مصر..

ولا شك أنه كان من أهداف إسرائيل الأساسية والتي تعتمد عليها اعتمادًا كاملا هو الوصول إلى قطع العلاقات بين مصر وأمريكا إلى أن يتخذ كل منهما موقف العداء من الآخر حتى تصل إسرائيل إلى تركيز واستغلال كل القوى الأمريكية لصالح استمرار وجودها وتحقيق أطماعها التوسعية، وربما بدأ سعى إسرائيل إلى تحقيق هذا الهدف منذ الأيام الأولى لثورة 23 يوليو عندما خشيت ن تتخذ السياسة الأمريكية موقف الصداقة من هذه الثورة، فأثارت - أي إسرائيل - حوادث الاعتداء على المؤسسات الأمريكية في القاهرة والإسكندرية وهو ما عُرف بعد ذلك بقضية لافون، حتى تضع الثورة في وضع الاعتداء على الوجود الأمريكي في المنطقة.

واستمرت المحاولات الإسرائيلية إلى أن وصلت إلى قمتها بعد مقتل كيندى وتولى جونسون الرئاسة الأمريكية التي بدأها برسالته المعروفة إلى جمال عبد الناصر والتي طالب فيها بن يكون لأمريكا حق التفتيش على القوات المصرية وهدد فيها بتسليح إسرائيل بما يكفى لكسب أي حرب لها ضد العرب، وهى الرسالة التي رد عليها جمال عبد الناصر بطرد تالبوت مبعوث الرئيس الأمريكي من مكتبه وكان ذلك في عام 65 وفى هذا العام أي عام 65 بدأت إسرائيل الإعداد لحرب 67 بالاتفاق مع جونسون، وهو ما يؤكده كثير مما نُشِر من تحليل لتطورات الموقف الأمريكي..

وقد كان جونسون مستسلمًا استسلامًا كاملا للمراكز الصهيونية وكان يعتمد عليها حتى في الوصول إلى مكاسب شخصية مادية لعائلته، وكان يردد نفس منطق إسرائيل الذى تحاول أن تسيطر به على السياسة الأمريكية والذى يقوم على أنها تستطيع أن تكون مركز القوة والقاعدة العسكرية لأمريكا في المنطقة بدلا من أن تقيم أمريكا قواعدها بنفسها مما يجر عليها عداءات هي في غنى عنها فكما أنها - أي إسرائيل - يمكن أن تعتبر الحاجز الواقى من أي تسرب سوفيتى في المنطقة، ولا أبالغ إذا قلت أن إسرائيل نجحت في تمكين وجودها في المنطقة كنتيجة للفجوة التي حققتها بين العرب وأمريكا، في حين أن العرب كان يمكن أن يكونوا دائمًا أقوى بالنسبة للمصالح الأمريكية من أطماع إسرائيل إذا تعاملوا مع الأمريكان على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وهذا كما سبق أن قلت هو ما أدى إلى ما حدث عام 67..

وبعد حرب 67 قطعت العلاقات قطعًا تامًا بين مصر والولايات المتحدة كرد فعل طبيعى لموقفها من هذه الحرب، وبلغ اليأس من إمكانية الوصول إلى أي نوع من أنواع الاتصال بين مصر وأمريكا إلى حد أن عبد الناصر فوض قادة موسكو في أن يتولوا الاتصال بواشنطن نيابة عن مصر حتى يصلوا بها إلى أي حل أو أي موقف يمكن أن يغير في النتائج التي انتهت إليها هزيمة 67، وهو تفويض لم يأت بأى نتيجة ولم يحقق أي خطوة أو أي أمل في خطوة يمكن أن تعتمد عليها مصر باعتبار أن إسرائيل تعتمد اعتمادًا كاملا على الولايات المتحدة ولا يمكن أن تتحرك إلا بضغط واشنطن ولا يمكن أيضًا أن تضع مصر أي خطة عسكرية لمحاربة إسرائيل ألا وهى تحسب حساب الموقف الأمريكي..


كيف تطورت العلاقات

وكل هذا أقوله تعبيرًا عن تاريخ العلاقات بيننا وبين الولايات المتحدة، وهو تاريخ كان يمكن أن يستمر في اتجاه واحد لو أن العلاقات بين مصر والاتحاد السوفيتى لم تتطور تطورًا عكسيًا في مواجهة هزيمة عام 67..

وقد كانت نتيجة موقف الاتحاد السوفيتى أن تطورت العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، وقد بدأ هذا التطور عندما قبل جمال عبد الناصر مبادرة روجرز(2) عام 1970..

وقد لا يعلم الكثيرون أن عبد الناصر قبل مبادرة روجرز وهو جالس على مائدة المحادثات مع القادة السوفيت في موسكو، وأبلغهم أنه مضطر أن يقبل هذه المبادرة كنتيجة لعدم استعداد موسكو لتلبية مطالب مصر الخاصة بالتسليح..

والغريب أن القادة السوفيت لم يهاجموا عبد الناصر على قبول مبادرة روجرز، أو ربما لم يكن هذا غريبًا بالنسبة لاستراتيجية السياسة السوفيتية(3)..

وكنت أنا أيامها في القاهرة أتحمل مسئوليات نائب رئيس الجمهورية، وبعد إعلان مبادرة روجرز جمعت القيادات السياسية وقررنا رفض هذه المبادرة، وقد رفضناها اعتقادًا منا أن جمال عبد الناصر سيعود من موسكو بعد أن يتم الاتفاق ويحقق كل مطالبنا الخاصة بالتسليح..

واستقبلت جمال عبد الناصر في المطار وخُيَّل إلى أنه عاد وهو أكثر شبابًا وقد استرد كل صحته نتيجة العلاج الذى قام به هناك ثم فوجئت وأنا معه بأن فكرة السياسى وحالته النفسية ليست في مستوى ما يبدو عليه من معالم الصحة، وفوجئت أكثر عندما أبلغنى أنه قرر قبول مبادرة روجرز، وأنها قبلها وأعلن قبوله في مواجهة القيادة السوفيتية لأنه وصل معهم إلى حالة اليأس.. اليأس من الوصول إلى خط صريح مستقيم يضمن له تحديد أي نتيجة لأى طريق يسير معه فيه(4)..

وكانت إسرائيل قد قبلت مبادرة روجرز حتى تريح نفسها من حرب الاستنزاف واعتمادًا على ما تعودته وتعوده العالم كله من رفض العرب لكل فرصة أو محاولة لحل القضية بينهم وبين إسرائيل بأى وسيلة سلمية.. قبلت إسرائيل مبادرة روجرز على أساس أن عبد الناصر سيرفضها، ثم فوجئت مفاجأة عنيفة بأن عبد الناصر قبلها، وكان أن تغير موقفها بسرعة وأصبحت هي التي ترفض المبادرة وتفتعل الحجج والمواقف التي تبرز هذا الرفض.

مارست إسرائيل ضغوطها الرهيبة على روجرز وأفهمته أن مستقبله كله متوقف على الجانب الذى سوف يختاره بين طرفى النزاع.. ورضخت أمريكا لإسرائيل، بل واشتركنا سويًا في الاحتجاج علينا بحجة أننا حركنا الصواريخ من الأماكن التي كانت عليها وقت قبول المبادرة، وقاموا بحملة مشتركة في العالم كله يتهمون فيها مصر بأنها نقضت نصوص المبادرة وبالتالي فيحق لإسرائيل ألا تُنَفِذ البند الأول منها والذى ينص على انسحابها من الأراضى العربية التي تحتلها.

ووضح من ذلك أن أمريكا لن تتخذ أي إجراء جاد لتنفيذ المبادرة التي تحمل اسم وزير خارجيتها، خاصة وأن إسرائيل كانت في ذلك الوقت في أوج غرورها وقمة سيطرتها على السياسة الأمريكية فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط بالذات، لدرجة أن أبا ايبان - وزير خارجية إسرائيل في ذلك الوقت - قال لروجرز أن أمريكا تُقحِم نفسها في أمور لا تهمها، ولا يجدر أن تهتم بها ثم عبر أبا ايبان عن رأيه في العرب بأن قال أنهم قوم متخلفون ولن تقوم لهم قائمة، ولا يعرفون سوى لغة البطش والرعب، وقد حان الوقت الذى سيأتون فيه راكعين مستسلمين لإسرائيل التي تعرف جيدًا كيف تعاملهم.


أول اتصال بينى وبينهم

بعد وفاة عبد الناصر - التي وقعت أثناء مبادرة روجرز التي بدأ سريان مفعولها من يوم 7 أغسطس 1970 - كان علىَ أن أقرر الطريق الذى ستسلكه عند انتهاء المبادرة في 7 نوفمبر، سواء بتجديدها أو بإهمالها.

بعد دراسة للموقف وجدت أن الظروف المحلية والعالمية في ذلك الوقت تحتم على أن أجددها، ولذلك أوفدت محمود رياض - وزير الخارجية في ذلك الوقت - إلى الأمم المتحدة وأعلنا تجديد وقف إطلاق النار لتسعين يومًا أخرى تنتهى في 4 فبراير 1971..

ولكن أمريكا لم تأخذ قرارنا مأخذ الجد بسبب الإشاعات التي كانت تحيط بالسياسة المصرية في ذلك الوقت، وتردد بين التلميح والتأكيد أننى غير قادر على اتخاذ أي قرار، وأن أيامى على كرسى الحُكم محدودة. ولقد كانت مراكز القوى هي مصدر تلك الإشاعات التي سرت في الجو منذ يوم تشييع جنازة عبد الناصر..

وقد حدث أن أوفد الرئيس الأمريكي نيكسون أحد وزرائه لتشييع الجنازة وهو اليوت ريتشاردسون(5) - وهو من رجال الحزب الجمهورى المرموقين وسفير أمريكا الآن في إنجلترا وكان على رأس وفد ضم ماكلوى أحد الخبراء الأمريكيين في قضية الشرق الأوسط.

وعاد ريتشاردسون بعد اشتراكه في تشييع جنازة عبد الناصر وكتب تقريرًا عن زيارته لمصر قال فيه أن السادات لن يبقى في الحكم وأن ما تبقى له مدة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع على أكثر تقدير وأضاف ريتشاردسون في تقريره أن هذه المعلومات قد توصل إليها بعد دراسته للأوضاع في مصر والاتصال بالأشخاص المعنيين فيها. ولم يكن هذا رأى ريتشاردسون وحده وإنما كان أيضًا رأى الخارجية الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية وقد روى لى كيسنجر في أول لقاء لنا أن هذا التقرير - أي تقرير ريتشاردسون - مازال محفوظًا في سجلات الخارجية الأمريكية كوثيقة تاريخية يتعلم منها المسئولون في أمريكا ألا تخدعهم المظاهر الكاذبة ولا المعلومات غير المسئولة التي تعطى لهم.

تم أول اتصال بينى وبين الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في يوم 24 ديسمبر 1970(6)، فلقد أرسل لى خطابًا يشكرنى فيه على اشتراك مصر في تشييع جنازة الرئيس الراحل دوايت أيزنهاور(7) والتي مثل مصر فيها الدكتور محمود فوزى(8) رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت، وقد أرسل نيكسون الخطاب إلى الدكتور فوزى وطلب منه توصيله إلى، فلم تكن هناك علاقات ديبلوماسية بين مصر وأمريكا في ذلك الوقت.

عندنا تلقيت الخطاب وأطلعت على ما فيه طلبت استدعاء دونالد بيرجس المشرف على المصالح الأمريكية في مصر وعرف منى بخطاب نيكسون إلى وقلت له: أننى أعتبر هذا الخطاب بادرة جديدة ربما تفتح الطريق أمام العلاقات المصرية الأمريكية وتعود بها إلى أوضاعها الطبيعية. وعلى هذا فنحن على استعداد للاستجابة إلى كل خطوة يقترب بها الأمريكان منا، وكل مبادرة طيبة من جانبهم ستُقابل ببادرة أطيب من جانبنا، أما إذا كان العكس هو ما سوف يقع من جانبكم فستكون هناك من جانبنا إجراءات تفوق في سوئها إجراءاتكم..

كذلك قمت بالرد على الرسالة بخطاب أوضحت فيه للرئيس الأمريكي نيكسون أنه قد آن الأوان لتقوم أمريكا بدورها في حسم هذا النزاع، فهى كقوة عظمى لا شك مسئولة عن استمرار الوضع بهذا الشكل المتفجر، ونحن لا نريد سوى السلام العادل مع إدراكنا أن أمريكا هي الثورة الوحيدة التي تستطيع أن تؤثر على إسرائيل التي تعتمد في حياتها اليومية في كل شيء على أمريكا، وأنها إذا سارت أمريكا في الطريق الصحيح لإعادة الأمور إلى أوضاعها الطبيعية فستلقى منى كل تجاوب وتفاهم، كما أكدت في رسالتى أننا لن نستسلم مهما طال الزمن. وكانت الحرب النفسية الشرسة التي تشن ضدنا في ذلك الوقت تصور للجميع أننا في سبيلنا إلى التسليم أو الموت.

وكنت أهدف من وراء رسالتى تلك أن تكون مواجهتى مع الأصل، أي أمريكا، ذلك أن المواجهة مع الفرع وهو إسرائيل تأخذ شكلا آخر خصوصًا وأن الفرع يحاول دائمًا أن يمارس ضغوطًا على الأصل بما يتمشى مع أهدافه التوسعية في المنطقة.

وبقى الموقف على ما هو عليه إلى شهر مارس سنة 1971، ففي يوم 7 من ذلك الشهر ألقيت خطابى الذى أعلنت فيه انتهاء التزامنا بأى وقف لإطلاق النار، كما قلت أن مبادرتى التي أعلنتها في 4 فبراير 1971، مازالت قائمة، ونحن على استعداد لتنفيذها إذا ما استجابت لها إسرائيل بالشروط التي وردت بها، ولكن إسرائيل لم ترد، فقد زين لها غرورها أن الأوضاع في المنطقة قد استتبت ودانت لها بالطاعة لنصف قرن قادم من الزمان ولكن أمريكا تحركت لإنقاذ ماء وجهها، وجاءتنى رسالة من ويليام روجرز، يطلب فيها أن يلتقى بى في القاهرة.


مقابلة روجرز

وصل روجرز إلى مصر يوم 3 مايو سنة 1971(9)، واستغرقت مباحثاتنا جلسة طويلة استمرت ساعتين ونصف الساعة، وتحدث فيها روجرز عن مبادرتى واعترف أن أمريكا تسمع لأول مرة لغة جديدة وأسلوبًا عمليًا يتفهم روح العصر الذى نعيشه، كذلك فإنه يُقدر تمامًا الرغبة في الحل السلمى وتجنب العودة إلى ميدان القتال.

وأقف هنا قليلا لأروى أن روجرز قال لى عند مقابلتى له أنه فوجئ بالأسلوب الراقى الذى عامله به المصريون في كل مكان، وعلى كل المستويات، لقد كانت الفكرة التي أتى بها إلى القاهرة تُصَوِر له أن الناس في مصر سيقذفونه بالطوب والطماطم والبيض، كتعبير تلقائى عن الرواسب التي قضت على العلاقات الصحية بين مصر وأمريكا، لقد سار روجرز على قدميه في شوارع القاهرة، وقابل كثيرًا من المصريين الذين تحدثوا معه بمنتهى الذوق وهم يعلمون من هو، ولم تكن حوله أية حراسة.. وقد عبر لى روجرز عن ذهوله من هذا الاستقبال.

فقلت له: لا تندهش، فنحن شعب منح العالم الحضارة الإنسانية منذ سبعين قرنًا، ولا عجب أن يكون متحضرًا حتى في عدائه.. فالحضارة لا تفرق بين الصداقة والعداء، فالمتحضر في صداقته، متحضر أيضًا في عدائه.

وانتهت مقابلتى مع روجرز بوعد بأن أمريكا ستسعى من جانبها إلى تحقيق المبادرة التي أعلنت عنها، وحكى لى كيف استدعت جولدا مائير - رئيسة وزراء إسرائيل في ذلك الوقت - السفير الأمريكي في تل أبيب وطلبت منه إبلاغ رسالة إلى نيكسون وروجرز، تحدث فيها أي رئيس عربى أن يقبل باتفاق سلام مع إسرائيل، ويُعلن ذلك رسميًا، ولقد فوجئ الجميع أننى في مبادرتى أعلنت استعدادنا لإبرام اتفاق سلام مع إسرائيل بالإضافة إلى البنود الأخرى التي تُحَتِم انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضى العربية المحتلة بعد سنة 1967 إلى المضايق كخطوة أولى، ومنح فترة ستة شهور لإيقاف إطلاق النار على أن يتولى جونار يارنج(10) إتمام حل المشكلة خلال هذه الفترة.. كل ذلك كان بمثابة تجهيز لمباحثات انسحاب إسرائيل وعبور القوات المصرية، وعودة علاقتنا مع أمريكا، باعتبارها الأصل في القضية كلها.

وكان كلام جولدا مائير لروجرز يؤكد أنه لو قبل أي رئيس عربى تحديها، فإن إسرائيل في هذه الحالة ستضع كل أوراقها على المائدة كما يقول التعبير الأمريكي. ولذلك لم تعد لإسرائيل أية حجة تتذرع بها، وسيذهب روجرز من فوره إلى جولدا مائير لكى يقول لها أنه ثبت أخيرًا وجود الرئيس العربى الذى أعلن عن استعداده للسلام، والدور عليها، لكى تضع أوراقها على المائدة لكى تحل المشكلة حلا نهائيًا.

عندئذ سألت روجرز عما إذا كانت أمريكا تطالب مصر بطلبات أخرى، فنفى ذلك نفيًا مُطلقًا، وأكد أن موقفنا سليم مائة في المائة، ولا يطلب منا شيئًا، إنما الذى يطلبه لابد وأن يجئ من إسرائيل، فالكرة الآن في ملعبها ويتحتم عليها أن ترد، وغادر روجرز القاهرة على هذا الأساس، وكنت في قرارة نفسى لا أشعر بالثقة في أن روجرز ينوى فعلا أن يفعل شيئًا. كذلك كان جوزيف سيسكو(11) أهم عضو في الوفد الأمريكي يبدو غير متعاطف في ذلك الوقت مع العرب وكنت أدرك أن سلوكه هذا يرجع إلى أنه عمل مساعدًا لآرثر جولدبرج(12) رئيس الوفد الأمريكي في الأمم المتحدة وقت عدوان 67.. وهو العدوان الذى خططه جونسون مع إسرائيل ولقد صارحت سيسكو بهذا الكلام أمام روجرز وقلت له أننا نشعر أنه أي سيسكو يمثل إسرائيل في هذه المحادثات كنتيجة لتأثره بالعمل فترة طويلة مع جولدبرج وإن كان قد ثبت بعد ذلك أن سيسكو لا ينحاز ولا يتخذ موقفًا إلا في حدود السياسة التي يخططها البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية..


صدمة إسرائيل

فوجئت إسرائيل، بل صُدِمت، لأنها خططت سياستها على أساس أنه لن يوجد ذلك الرئيس العربى الذى يقبل بعقد اتفاق سلام معها، وبهذا نجح العرب لأول مرة في إحراج إسرائيل أمام حليفتها..

ولم تسكت إسرائيل.. بل - كعادتها دائمًا - لم تعدم الحيلة وعادت إلى استخدام أسلوبها التقليدي القديم، وذلك بالضغط على الحكومة الأمريكية من الداخل.. وكانت النتيجة أن انتهت زيارة روجرز مع مبادرتى إلى لا شيء، وعادت إسرائيل إلى ترديد النغمة التي تقول أنها تعرف جيدًا كيف تتعامل مع العرب الذين لا يخافون إلا القوة والبطش، وعلى أمريكا أن تستريح لأن العرب - إن عاجلا أو آجلا - سيأتون راكعين يستجدون الصفح والمغفرة لأنهم قوم لا حول لهم ولا قوة سواء على المستوى العسكرى أو السياسى، ولكى تقضى جولدا مائير قضاء مبرمًا على مساعى روجرز ومبادرتى في الوقت نفسه، وقفت في البرلمان الإسرئيلى ولقنت روجرز درسًا ملأته بالتوبيخ لأنه تصدى لأمر لا يخصه، وكالعادة تلقفت الدوائر الصهيونية في أمريكا هذا الخطاب وروجته، بحيث كان هذا بداية لإسدال الستار تمامًا على مستقبل روجرز السياسى.

وفى 7 يوليو سنة 1971(13)، جاءنى مندوب من وزارة الخارجية الأمريكية - حاملا رسالة من روجرز - واتضع لى فيما بعد أن الرئيس الأمريكي لم يكن على علم بهذه الرسالة.. كانت الرسالة استفسارًا عن بعض النقاط المتعلقة بزيارة روجرز في أوائل شهر مايو وكنا قد عقدنا معاهدة الصداقة المصرية - السوفيتية في أعقاب ثورة التصحيح في 15 مايو(14)، وكان الاستفسار يتضمن أيضًا تساؤلا عما إذا كانت هذه المعاهدة تحد من حرية الحركة المتاحة لمصر في المجال العالمى، فنفيت هذا تمامًا، ثم سألنى المبعوث هل ما زلت عند رأيى في أن لأمريكا دورًا يجب أن تلعبه في قضية الشرق الأوسط: فأجبته بالإيجاب..

عند هذا قال لى المبعوث أنه مخول بأن يخطرنى أن الرئيس الأمريكي شخصيًا قد قرر التدخل منذ تلك الليلة لكى تأخذ مبادرتى مداها وتسير في طريق الحل السلمى، وأن أمريكا ستضع كل ثقلها وامكانياتها لكى يتحقق كل ما جاء في مبادرتى، وانتهت المقابلة عند هذا الحد.

وعلمت بعد ذلك أن إسرائيل أبلغت، عن طريق عملائها في وزارة الخارجية، بأمر رسالة روجرز فأقامت الدنيا ولم تقعدها، حتى قضت على أية خطوة كان يمكن لأمريكا أن تقوم بها في هذا المجال.

بعد ذلك حدث تطور غريب في الموقف.

كنت قد أعلنت في غضون سنة 1971، إن ذلك العام سيكون عام الحسم للقضية، إن سِلمًا أو حربًا، ولكن السياسة السوفيتية عملت كل ما في وسعها لكى لا يتحقق ذلك وتحرجنى أمام الوطن العربى.. وكان اعتمادنا أساسًا على عدم إمدادى بالسلاح الذى أحتاجه حتى لا أدخل المعركة، وفى نفس لوقت لم تحاول فرض أية ضغوط للوصول إلى الحل السلمى، لسبب بسيط هو أنها لا تملك إمكانية فرض مثل تلك الضغوط.

واستغل روجرز السياسة السوفيتية الملتوية لكى يغطى فشله في مساعيه لحل المشكلة، وحتى يستعيد رضاء إسرائيل الذى فقده بمجرد زيارته لمصر، وأعلن روجرز في أول يناير سنة 1972(15) أن مصر كانت تقول كلامًا لا تعنيه، وإلا فأين سنة الحسم التي ملأت بها الدنيا، ولم يتوقف استجداء روجرز لإسرائيل عند هذا الحد، بل أعلن - بلا حرج على الإطلاق - أن أمريكا اتفقت مع إسرائيل في شهر نوفمبر 1971 على تصنيع أنواع معينة من السلاح علاوة على مضاعفة الأسلحة التي تمدها بها.. وبهذا كان روجرز يسعى لمشاركة إسرائيل في حملتها الشعواء ضد العرب لعلها تصفح عنه، وتتركه يحتل مقعد وزير الخارجية، ولكن إسرائيل لم ترحمه، وقضت على مستقبله السياسى تمامًا.

ولم أرحم روجرز بدورى.. بل أعلنت على الملأ أن وزير خارجية أمريكا كان كاذبًا، ولم يحترم التزامه، وإن كنت قد احتملت التواء السياسة السوفيتية، فعلى الأقل لأن السوفييت كانوا المورد الوحيد لسلاحى.. ولكن لأى سبب احتما كذب وزير خارجية الدولة التي لم تأل جهدًا لكى تجعل إسرائيل متفوقة على باستمرار، ويمكنها تهديد أي بقعة في المنطقة دون ردع أو حتى مجرد رد.. لم أكن لأقبل أبدًا أن يساوم روجرز إسرائيل على حسابنا بعد أن ادعى القيم بدور الحكم المحايد.

وظلت العلاقات المصرية - الأمريكية على أشدها من التوتر طوال الفترة التي بقى فيها روجرز وزيرًا للخارجية الأمريكية.


متى ظهر كيسنجر

بعد خروج روجرز وتولى الدكتور هنرى كيسنجر منصب وزير الخارجية الأمريكية، بدأت العلاقات المصرية - الأمريكية تأخذ طريقًا آخر..

وهنا أحتاج إلى وقفة أسجل فيها أمرًا هامًا ذلك هو أن تعيين كيسنجر جاء بعد قرارى بإنهاء مهمة الخبراء السوفيت في يوليو 1972 وهو القرار الذى ظنه السوفيت مؤامرة مصرية مع أمريكا والذى اتضح فيما بعد للجميع أنه كان قرارًا وطنيًا مصريًا مائة في المائة رغم أن البعض ردد في ذلك الوقت أنه كان يمكن أن أساوم الأمريكان مقابل طرد الخبراء السوفيت ولكن أخلاقياتى لا تسمح أن أساوم الدولة التي بذلت أقصى ما في وسعها لكى تهزمنى على الدولة التي وقفت معى في الأيام السوداء.

بعد فترة من تولى كيسنجر لمنصبه الجديد، بعث برسالة يعبر فيها عن اهتمامه الشخصى لمقابلة أي مسئول مصري على أي مستوى، لأنه يشعر أن على الولايات المتحدة واجبًا ترغب في القيام به تجاه قضية الشرق الأوسط.

وبدأت المكاتبات والمراسلات تأخذ طريقها بيننا وبينهم عن طريق المشرف على رعاية المصالح الأمريكية في القاهرة، وتم الاتفاق على أن يلتقى كيسنجر بحافظ إسماعيل(16) في شهر أكتوبر من نفس السنة أي 1972.

وبالرغم من هذه الخطوة، فقد كنت أدرك جيدًا أن أمريكا لن تتحرك إلا في حدود ما يفرضه الواقع الذى يؤكد كل يوم انتصار إسرائيل وسيطرتها على المنطقة، بينما لم يفعل العرب شيئًا ماديًا ملموسًا لتغيير هذا الواقع أو حتى تحريكه، ولذلك كان إيمانى بالمعركة لا يتزعزع، على أساس أنها اللغة الوحيدة التي سيفهمها جميع الأطراف المتصارعة والمعنية.


كيف كانت إسرائيل تتكلم

وسأضرب لذلك مثلا يؤكد صحة ما كنت أؤمن به.. في يوم الخميس 4 أكتوبر 1973(17)، أي قبل المعركة بيومين، كان أبا ايبان(18) - وزير خارجية إسرائيل في ذلك الوقت- يقوم بالجولات الإسرائيلية المعتادة في الولايات المتحدة لجمع الجباية التقليدية، وفى ذلك اليوم تحددت مقابلة بين كيسنجر وأبا ايبان، وقد علمت فيما بعد أن كيسنجر قال لايبان أن الإسرائيليين متفوقون، ومن هنا لابد وأن تأتى مبادرة حل المشكلة من جانبهم، لأنه من العسير على العرب وهم مهزومون أن يتخذوا الإجراء الذى يؤدى إلى حل المشكلة، وأضاف كيسنجر أن أمريكا على استعداد للقيام بدور ايجابى في هذا السبيل، وخاصة أن الانتخابات الأمريكية كانت على الأبواب.

ولكن جاء رد أبا ايبان بالغًا في الغرابة - كما سمعت به - إذ تساءل ايبان بدهشة: لماذا يتحتم على إسرائيل أن تتقدم بمبادرة بينما لن تقوم للعرب أي قائمة سياسية أو عسكرية على مدى الخمسين سنة القادمة!.. ثم نصح ايبان كيسنجر ألا تضيع أمريكا وقتها فيما لا فائدة منه، فإسرائيل تعرف جيدًا كيف تتعامل مع العرب الذين لا يخضعون إلا لمنطق القوة والردع والقهر الذى تمارسه إسرائيل عليهم من وقت لآخر، حتى لا يظنوا في يوم من الأيام أنه سوف تقوم لهم قائمة.

قال ايبنا هذا الكلام وهو لا يدرك أنه بعد 48 ساعة بالضبط سيفتح الجحيم أبوابه لإسرائيل وغرورها، وأنها ستصرخ بعد أربعة أيام مستنجدة بأمريكا لكى تنقذها من هؤلاء الذين لن تقوم لهم قائمة.

ويبدو أن كيسنجر قد صدق تمامًا كلام ايبان لأن الواقع كان يؤكد صحة ما يقول.

وكان كيسنجر قد قابل حافظ إسماعيل مرتين بناء على الدعوة التي وجهها له ولم يحدث أي تطور نتيجة هذه الاجتماعين، لأن الواقع بكل أبعاده كان يفرض نفسه بكل قوة. وكان كيسنجر يدرس احتمالات قضية الشرق الأوسط لكى يجرب ديبلوماسيته فيها.

وعندما علم كيسنجر بخبر اندلاع المعارك في سيناء اعتقد أننى ارتكبت خطأ كبيرًا بإعلانى هذه الحرب، وأن إسرائيل ستقضى لا محالة على كل قواتى، وبالتالي ستقضى على كل فرص الوصول إلى حل سلمى مهما كانت ضئيلة.

وكان كيسنجر يرى في السياسة المصرية الجديدة سياسة منطقية يمكن بمقتضاها التوصل إلى حل سلمى معقول، وخاصة بعد أن قدمت مبادرتى التي أعربت فيها عن شروطى لعقد اتفاق سلام مع إسرائيل ولا يعنى هذا أن أمريكا كانت مستعدة لأن تمنحنا شيئًا رغم أنف إسرائيل ولكنها كانت تتحرك في حدود الواقع المادى الملموس أما تحرير الأرض فمهمة مُلقاة على عاتقنا وحدنا ولن يُساهم أحد فيها إلا إذا أثبتنا نحن جدارتنا العملية في هذا المضمار. وقد حكيت قصة رأى كيسنجر عند مقابلته لحافظ إسماعيل في حديثى للشعب يوم 28 سبتمبر الماضى.


المفاجأة الكبرى

واتصل كيسنجر بالرئيس الأمريكي نيكسون وأبلغه أسفه الشديد لاندلاع المعارك في الشرق الأوسط، وأن تقديره للموقف أن إسرائيل ستنتصر انتصارًا خرافيًا أكبر من انتصارها في عام 1967، وتأكدت ظنون كيسنجر عندما اتصلت بهم إسرائيل تطلب من أمريكا مهلة يومين لتحطيم عظام العرب في مصر وسوريا وتحفظ حقها عند أمريكا في استعراض الأسلحة التي ستفقدها في الحرب.

وكانت المفاجأة الكبرى عند كيسنجر، عندما تلقى استغاثة إسرائيل الشهيرة بعد أربعة أيام من الحرب: انقذوا إسرائيل..

هنا أدرك كيسنجر - وكل أمريكا - أن مركز الثقل قد انتقل نهائيًا إلى مصر وعليها أن تتعامل مع مصر التي استعدت للتعامل معها معاملة الند بالند.

لقد أثبتت مصر قدرتها على أن تورط الولايات المتحدة مع حليفاتها بإعلان حالة التعبئة الذرية بدون استشارتهم واستطاعت أن تكسب الرأي العالمى كله بجانبها بعد أن كانت قد خسرته بعد حرب سنة 1967، كذلك كشفت مصر الغطاء عن حقيقة الوفاق بين القوتين العظميين.

ومن هنا سارعت أمريكا بالتحرك، وجاء كيسنجر في نوفمبر والتقيت به لأول مرة، وبدأ الحديث معى عن الجيب الإسرائيلي، فأفهمته بصراحة أن هذا الجيب تحت رحمتى ويمكننى القضاء عليه متى شئت، عندئذ دخل معى كيسنجر في حوال مباشر وصريح، اتفقنا فيه على محادثات الكيلو 101.

----------------

الهوامش:

(1) جون فيتزجيرالد كيندى: ولد 29 مايو 1917م تولى الرئاسة الأمريكية من 20 يناير 1961م حتى مقلته فى 22 نوفمبر 1963م

(2) ويليام روجرز: سياسى أمريكى ولد فى 23 يونيو 1913م.. تولى منصب وزير الخارجية الأمريكى فى الفترة من 22 يناير 1969م حتى 3 سبتمبر 1973م.. توفى فى 2 يناير 2001م

(3) أو لأنه كان من الصعب بناء حائط الصواريخ دون وجود هدنة عسكرية.. لذلك كان هناك اتفاق مع الروس على قبول مبادرة روجرز واستغلال فترة الهدنة في بناء حائط الصواريخ.

فى خطاب الرئيس جمال عبد الناصر يوم 23 يوليو 1970م فى افتتاح الدورة الرابعة للمؤتمر القومى:

(الحقيقة فى هذا الوقت ظهر لنا أن أمريكا منحازة انحيازاً كاملاً لإسرائيل، وليس علينا إلا أن نبنى قوانا، ليس علينا إلا أن نسير فى طريقنا بمساعدة أصدقائنا لنبنى قوانا، ولنبنى الجيش الهجومى.)

وفى موضع آخر من نفس الخطاب:

(الحقيقة ونحن نعلن موافقتنا على هذه المبادرة الأمريكية التى نقول عنها إنها ليست جديدة بل كل ما فيها كان موجوداً فى مجلس الأمن سنة ٦٧؛ سنبنى فى نفس الوقت قواتنا المسلحة.)

(4) يقول السادات فى كلمته التى وجهها للسفير السوفيتى الجديد فلاديمير فينوجرادوف يوم 22 أكتوبر 1970م أثناء تقديمه أوراق اعتماده: (إن شعبنا وأنا واحد منهم يعترف بالجميل ويُقدره وأؤكد لك أننا لن ننسى وقفة الاتحاد السوفيتى النبيلة بجانبنا وجهوده معنا فى أوقاتنا العصيبة وضغوط الأعداء تُوجَه ضدنا لوقف المد التحررى العربى.)

كما ننقل هنا فقرات من خطاب الرئيس جمال عبد الناصر يوم 23 يوليو 1970م فى افتتاح الدورة الرابعة للمؤتمر القومى يقول:(فى 22 يناير 1970 كنت أرسلت رسالة إلى قادة الاتحاد السوفيتى وقلت لهم: إن أنا أريد أن أزور موسكو زيارة سرية وأستعرض معاكم الموقف الذى مواجهه ونتكلم فى الموضوع. فى 22 يناير ذهبت إلى الاتحاد السوفيتى.... وبعد هذا صدر قرار من الاتحاد السوفيتى بأن الاتحاد السوفيتى سيساعدنا بكل ثقله فى الدفاع عن وطننا.... وأبلغونى فى زيارتى فى يناير أن كل هذ الدعم المطلوب لنا سيصل فى مدة لا تزيد عن 30 يومًا. وقد أوفى الاتحاد السوفيتى بوعده، ولهذا فإننا نذكرهم أيضًا بالشكر والعرفان)

(5) إليوت لي ريتشاردسون: محامى وسياسى أمريكى ولد فى 20 يوليو 1920م.. تولى منصب وزير الخارجية فى إدارة الرئيس نيكسون فى الفترة من 1969 إلى 1970م.. وتوفى فى 31 ديسمبر 1999م.

(6) الخميس 24 ديسمبر 1970م - 26 شوال 1390هـ

(7) دوايت ديفيد أيزنهاور: ولد 14 أكتوبر 1890م..رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الرابع والثلاثين فى الفترة من 20 يناير 1953م حتى 20 يناير 1961م.. وتوفى فى 28 مارس 1969م

(8) محمود فوزى: ولد 19 سبتمبر 1900م.. تولى رئاسة وزراء مصر فى الفترة من 21 أكتوبر 1970م حتى 16 يناير 1972م.. ثم نائب رئيس الجمهورية من 16 يناير 1972م حتى 18 سبتمبر 1974م.. وتوفى فى 12 يونيو 1981م

(9) الاثنين 3 مايو 1971م - 8 ربيع الأول 1391م

(10) جونار يارنج: سياسى سويدى ولد فى 1917م بالسويد.. اختير فى نوفمبر 1967 كمبعوث خاص إلى الشرق الأوسط لمتابعة قرار مجلس الأمن بانسحاب إسرائيل من الأراضى العربية.. حيث بدأ نشاطه فى 10 ديسمبر 1967 متخذًا قبرص مقرًا له

(11) جوزيف سيسكو: دبلوماسى أمريكى ولد فى 31 أكتوبر 1919م عمل تحت إدارة هنرى كيسنجر وكن من كبار المفاوضين بين الأطراف المتنازعة فى الشرق الأوسط.. توفى فى 23 نوفمبر 2004م

(12) آرثر جوزيف جولدبرج: ولد فى 8 أغسطس 1908م.. سياسى وقانونى أمريكى.. عمل مندوب للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة فى الفترة من 28 يوليو 1965 حتى 24 يونيو 1968م.. وتوفى فى 19 يناير 1990م.

(13) الأربعاء 7 يوليو 1971م - 15 جمادى الأولى 1391هـ

(14) السبت 15 مايو 1971م - 20 ربيع الأول 1391م

(15) السبت 1 يناير 1972م  15 ذو القعدة 1391هـ

(16) الفريق محمد حافظ إسماعيل: سياسى مصرى ولد فى 28 أكتوبر 1919م.. مستشار رئيس الجمهورية لشئون الأمن القومى فى الفترة من سبتمبر 1971م وحتى 1973م.. توفى 1 يناير 1997م

(17) الخميس 4 أكتوبر 1973م - 8 رمضان 1393هـ

(18) أبا ايبان (أوبرى سوليمون مانير إيبان): دبلوماسى وسياسى إسرائيلى ولد فى 2 فبراير 1915م.. تولى وزارة الخارجية من 13 يناير 1966م وحتى 2 يونيو 1974م.. توفى فى 17 نوفمبر 2002م






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.